متن مقتل حجر بن عدی تألیف هشام کلبی

ابو غالب زراری در رساله خود سندی به متنی می دهد که از آن نسخه ای در اختیار داشته است؛ این متن مقتل حجر بن عدی از هشام بن محمد بن السائب الکلبی، اخباری معروف سده دوم قمری بوده است. سند او از طریق حمدان القلانسی از
شنبه، 24 بهمن 1394
تخمین زمان مطالعه:
موارد بیشتر برای شما
متن مقتل حجر بن عدی تألیف هشام کلبی
متن مقتل حجر بن عدی تألیف هشام کلبی

 

نویسنده: حسن انصاری




 
ابو غالب زراری در رساله خود سندی به متنی می دهد که از آن نسخه ای در اختیار داشته است؛ این متن مقتل حجر بن عدی از هشام بن محمد بن السائب الکلبی، اخباری معروف سده دوم قمری بوده است. سند او از طریق حمدان القلانسی از عمرو بن عمر الحلّال به نویسنده می رسد (ص ۱۶۹/شماره ۴۴). بنابراین کتاب کلبی درباره حجر مورد توجه امامیه بوده است. نجاشی نیز از این کتاب نام برده است. سند او از طریق محمد بن موسی بن حماد به کلبی می رسد (ص ۴۳۴-۴۳۵). منبع اصلی کتاب الکلبی مانند عمده آثارش، ابو مخنف بوده است. کتابهای ابو مخنف در روایت کلبی همراه با افزوده هایی ارائه می شده و این دقیقا سنت کتاب نویسی سده های نخستین در حدیث و اخبار بوده است. بنابراین اصل کتاب کلبی به ابو مخنف می رسیده که می دانیم او هم کتابی درباره مقتل حجر داشته است. کتاب ابو مخنف مانند همه آثار او و اخباریان دیگری مانند او و کلبی در شکل تکنگاری ها، بخشها و اجزای تاریخ نویسی بزرگتر موضوعی آنان را تشکیل می داده است. از کتاب ابو مخنف با نام مقتل حجر بن عدی، ابن ندیم و نجاشی نام برده اند (نک: ابن ندیم، الفهرست، ص۱۰۵ ؛ نجاشی، ص ۳۲۰). راوی کتاب ابو مخنف، چنانکه در رجال نجاشی نیز دیده می شود، کلبی بوده است و در واقع آن را در متن کتاب مقتل خود عینا روایت می کرده است. درباره ابو مخنف بهترین مقاله در زبان فارسی، نوشته استاد علی بهرامیان است در دائرة المعارف بزرگ اسلامی. از دیگر اخباریان نصر بن مزاحم هم مقتل حجر داشته است (نک: ابن ندیم، ص ۱۰۶)؛ کما اینکه ابو العباس احمد بن عبیدالله ابن عمار الثقفی الکاتب، مؤرخ و اخباری شیعی و استاد ابو الفرج اصفهانی هم کتابی با عنوان اخبار حجر بن عدى داشته است (نک: ابن ندیم، ص ۱۶۶). موضوع اخبار و مقتل حجر بن عدی از لحاظ شناخت مناسبات شیعیان با معاویه و دستگاه قدرت اموی و به ویژه برای شرایط تاریخی دوران پیش از عاشوراء بسیار مهم است و نیازمند مطالعه گسترده. بلاذری و طبری از روایات تاریخی هشام کلبی و ابو مخنف در موضوعات مختلف یکصد و پنجاه سال نخست اسلام و از جمله در مورد اخبار حجر بهره برده اند. در کتاب انساب الاشراف عموما میان روایات تلفیق صورت گرفته و در این مورد خاص نیز جز چند مورد محدود، دقیقا روشن نیست که چه مقدار از مطالب وی درباره حجر بن عدی برگرفته از هشام کلبی و ابو مخنف است[۱]. در کتاب المحن ابو العرب از طریق ابو عبید قاسم بن سلام عمدتا به کتاب ابو معشر استناد شده که با روایت ابو مخنف-کلبی قابل مقایسه است[۲]. در بغیة الطلب ابن عدیم نیز از روایات گوناگون و از جمله روایت ابو معشر استفاده شده [۳]و مطالب زیادی در رابطه با حجر ارائه شده است. در اینجا متن کتاب کلبی را که یکی از اصلی ترین منابع آن، کتاب ابو مخنف بوده، بر اساس تاریخ طبری می آوریم (تاریخ طبری، ۴/ ۱۸۷ به بعد). طبری در میانه نقلها، از منابع دیگر هم بهره گرفته که آنها را حذف کرده ایم. آنچه نقل می شود، احتمالا بیشترین حجم را در کتاب کلبی تشکیل می داده است.
" قال هشام بن محمد عن أبى مخنف عن المجالد بن سعید والصقعب بن زهیر وفضیل ابن خدیج والحسین بن عقبة المرادى. قال: كل قد حدثنى بعض هذا الحدیث فاجتمع حدیثهم فیما سقت من حدیث حجر بن عدى الكندى وأصحابه أن معاویة بن أبى سفیان لما ولى المغیرة بن شعبة الكوفة فی جمادى سنة ۴۱ دعاه فحمد الله وأثنى علیه ثم قال أما بعد فإن لذى الحلم قبل الیوم ما تقرع العصا وقد قال المتلمس لذى الحلم قبل الیوم ما تقرع العصا * وما علم الانسان إلا لیعلما وقد یجزى عنك الحكیم بغیر التعلم وقد أردت إیصاءك بأشیاء كثیرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك بما یرضینى ویسعد سلطانی ویصلح به رعیتی ولست تاركا إیصاءك بخصلة لا تتحم عن شتم على وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعیب على أصحاب على والاقصاء لهم وترك الاستماع منهم وبإطراء شیعة عثمان رضوان الله علیه والادناء لهم والاستماع منهم فقال المغیرة قد جربت وجربت وعملت قبلك لغیرك فلم یذمم بى دفع ولا رفع ولا وضع فستبلو فتحمد أو تذم ثم قال بل نحمد ان شاء الله.
قال أبو مخنف: قال الصقعب بن زهیر سمعت الشعبى یقول ما ولینا وال بعده مثله وان كان لاحقا بصالح من كان قبله من العمال وأقام المغیرة على الكوفة عاملا لمعاویة سبع سنین وأشهرا وهو من أحسن شئ سیرة وأشده حبا للعافیة غیر أنه لا یدع ذم على والوقوع فیه والعیب لقتلة عثمان واللعن لهم والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له والتزكیة لاصحابه فكان حجر بن عدى إذا سمع ذلك قال بل إیاكم فذمم الله ولعن ثم قام فقال إن الله عز وجل یقول ( كونوا قوامین بالقسط شهداء لله ) وأنا أشهد أن من تذمون وتعیرون لاحق بالفضل وأن من تزكون وتطرون أولى بالذم فیقول له المغیرة یا حجر لقد رمى بسهمك إذ كنت أنا الوالى علیك یا حجر ویحك اتق السلطان اتق غضبه وسطوته فان غضبة السلطان أحیانا مما یهلك أمثالك كثیرا ثم یكف عنه ویصفح فلم یزل حتى كان فی آخر إمارته قام المغیرة فقال فی على وعثمان كما كان یقول وكانت مقالته اللهم ارحم عثمان بن عفان وتجاوز عنه واجزه بأحسن عمله فإنه عمل بكتابك واتبع سنة نبیك صلى الله علیه وسلم جمع كلمتنا وحقن دماءنا وقتل مظلوما اللهم فارحم أنصاره وأولیاءه ومحبیه والطالبین بدمه ویدعو على قتلته فقام حجر بن عدى فنعر نعرة بالمغیرة سمعها كل من كان فی المسجد وخارجا منه وقال إنك لا تدرى بمن تولع من هرمك أیها الانسان مر لنا بأرزاقنا وأعطیاتنا فإنك قد حبستها عنا ولیس ذلك لك ولم یكن یطمع فی ذلك من كان قبلك وقد أصبحت مولعا بذم أمیر المؤمنین وتقریظ المجرمین قال فقام معه أكثر من ثلثى الناس یقولون صدق والله حجر وبرمرلنا بأرزاقنا وأعطیاتنا فإنا لا ننتفع بقولك هذا ولا یجدى علینا شیئا وأكثروا فی مثل هذا القول ونحوه فنزل المغیرة فدخل واستأذن علیه قومه فأذن لهم فقالوا علام تترك هذا الرجل یقول هذه المقالة ویجترئ علیك فی سلطانك هذه الجرأة إنك تجمع على نفسك بهذا خصلتین أما اولهما فتهوین سلطانك وأما الاخرى فإن ذلك إن بلغ معاویة كان أسخط له علیه وكان أشدهم له قولا فی أمر حجر والتعظیم علیه عبد الله أبى عقیل الثقفى فقال لهم المغیرة إنى قد قتلته إنه سیأتی أمیر بعدى فیحسبه مثلى فیصنع به شبیها بما ترونه یصنع بى فیأخذه عند أول وهلة فیقتله شر قتلة إنه قد اقترب أجلى وضعف عملی ولا أحب أن أبتدئ أهل هذا المصر بقتل خیارهم وسفك دمائهم فیسعدوا بذلك وأشقى ویعز فی الدنیا معاویة ویذل یوم القیامة المغیرة ولكنی قابل من محسنهم وعاف عن مسیئهم وحامد حلیمهم وواعظ سفیههم حتى یفرق بینى وبینهم الموت وسیذكروننى لو قد جربوا العمال بعدى.
قال أبو مخنف: سمعت عثمان بن عقبة الكندى یقول سمعت شیخا للحى یذكر هذا الحدیث یقول قد والله جربناهم فوجدناه خیرهم أحمدهم للبرى وأغفرهم للمسئ وأقبلهم للعذر.
قال هشام: قال عوانة فولى المغیرة الكوفة سنة ۴۱ فی جمادى وهلك سنة ۵۱ فجمعت الكوفة والبصرة لزیاد بن أبى سفیان فأقبل زیاد حتى دخل القصر بالكوفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى علیه ثم قال أما بعد فإنا قد جربنا وجربنا وسسنا وساسنا السائسون فوجدنا هذا الامر لا یصلح آخره إلا بما صلح أوله بالطاعة اللینة المشبه سرها بعلانیتها وغیب أهلها بشاهدهم وقلوبهم بألسنتهم ووجدنا الناس لا یصلحهم إلا لین فی غیر ضعف وشدة فی غیر عنف وإنى والله لا أقوم فیكم بأمر إلا أمضیته على إذلاله ولیس من كذبة الشاهد علیها من الله والناس أكبر من كذبة إمام على المنبر ثم ذكر عثمان وأصحابه فقرظهم وذكر قتلته ولعنهم فقام حجر ففعل مثل الذى كان یفعل بالمغیرة وقد كان زیاد قد رجع إلى البصرة وولى الكوفة عمرو بن الحریث ورجع إلى البصرة فبلغه أن حجرا یجتمع إلیه شیعة على ویظهرون لعن معاویة والبراءة منه وأنهم حصبوا عمرو بن الحریث فشخص إلى الكوفة حتى دخلها فأتى القصر فدخله ثم خرج فصعد المنبر وعلیه قباء سندس ومطرف خز أخضر قد فرق شعره وحجر جالس فی المسجد حوله أصحابه أكثر ما كانوا فحمد الله وأثنى علیه ثم قال أما بعد فان غب البغى والغى وخیم إن هؤلاء جموا فأشروا وأمنونی فاجترؤا على وایم الله لئن لم تستقیموا لاداوینكم بدوائكم وقال ما أنا بشئ إن لم أمنع باحة الكوفة من حجر وأدعه نكالا لمن بعده ویل أمك یا حجر سقط العشاء بك على سرحان ثم قال أبلغ نصیحة أن راعى إبلها سقط العشاء به على سرحان.
قال هشام عن أبى مخنف قال: حدثنى اسماعیل بن نعیم النمری عن حسین بن عبد الله الهمدانی قال كنت فی شرط زیاد فقال زیاد لینطلق بعضكم إلى حجر فلیدعه قال فقال لى أمیر الشرطة وهو شداد بن الهیثم الهلالی اذهب إلیه فادعه قال فأتیته فقلت أجب الامیر فقال أصحابه لا یأتیه ولا كرامة قال فرجعت إلیه فأخبرته فأمر صاحب الشرطة أن یبعث معى رجالا قال فبعث نفرا قال فأتیناه فقلنا أجب الامیر قال فسبونا وشتمونا فرجعنا إلیه فأخبرناه الخبر قال فوثب زیاد بأشراف أهل الكوفة فقال یا أهل الكوفة أتشجون بید وتأسون بأخرى أبدانكم معى وأهواؤكم مع حجر هذا الهجهاجة الاحمق المذبوب أنتم معى وإخوانكم وأبناؤكم وعشائركم مع حجر هذا والله من دحسكم وغشكم والله لتظهرن لى برأتكم أو لآتینكم بقوم أقیم بهم أودكم وصعركم فوثبوا إلى زیاد فقالوا معاذ الله سبحانه أن یكون لنا فیما ههنا رأى إلا طاعتك وطاعة أمیر المؤمنین وكل ما ظننا أن فیه رضاك وما یستبین به طاعتنا وخلافنا لحجر فمرنا به قال فلیقم كل امرئ منكم إلى هذه الجماعة حول حجر فلیدع كل رجل منكم أخاه وابنه وذا قرابته ومن یطیعه من عشیرته حتى تقیموا عنه كل من استطعتم أن تقیموه ففعلوا ذلك فأقاموا جل من كان مع حجر بن عدى فلما رأى زیاد أن جل من كان مع حجر أقیم عنه قال لشداد بن الهیثم الهلالی ویقال هیثم بن شداد أمیر شرطته انطلق إلى حجر فإن تبعك فأتنی به وإلا فمر من معك فلینتزعوا عمد السوق ثم یشدوا بها علیهم حتى یأتونی به ویضربوا من حال دونه فأتاه الهلالی فقال أجب الامیر قال فقال أصحاب حجر لا ولا نعمة عین لا نجیبه فقال لاصحابه شدوا على عمد السوق فاشتدوا إلیها فأقبلوا بها قد انتزعوها فقال عمیر بن یزید الكندى من بنى هند وهو أبو العمر طة إنه لیس معك رجل معه سیف غیرى وما یغنى عنك قال فما ترى قال قم من هذا المكان فالحق بأهلك یمنعك قومك فقام زیاد ینظر إلیهم وهو على المنبر فغشوا بالعمد فضرب رجل من الحمراء یقال له بكر بن عبید رأس عمرو بن الحمق بعمود فوقع وأتاه أبو سفیان بن عویمر والعجلان بن ربیعة وهما رجلان من الازد فحملاه فأتیا به دار رجل من الازد یقال له عبیدالله بن مالك فخبأه بها فلم یزل بها متواریا حتى خرج منها.
قال أبو مخنف: فحدثنی یوسف بن یزید عن عبد الله ابن عوف بن الاحمر قال لما انصرفنا من غزوة باجمیرا قبل مقتل مصعب بعام فإذا أنا بأحمرى یسایرنى ووالله ما رأیته من ذلك الیوم الذى ضرب فیه عمرو ابن الحمق وما كنت أرى لو رأیته أن أعرفه فلما رأیته ظننت أنه هو هو وذاك حین نظرنا إلى أبیات الكوفة فكرهت أن أسأله أنت الضارب عمرو بن الحمق فیكابرنی فقلت له ما رأیتك من الیوم الذى ضربت فیه رأس عمرو بن الحمق بالعمود فی المسجد إلى یومى هذا ولقد عرفتك الآن حین رأیتك فقال لى لا تعدم بصرك ما أثبت نظرك كان ذلك أمر الشیطان أما إنه قد بلغنی أنه كان أمرءا صالحا ولقد ندمت على تلك الضربة فأستغفر الله فقلت له ألا ترى والله لا أفترق أنا وأنت حتى أضربك على رأسك مثل الضربة التى ضربتها عمرو بن الحمق أو أموت أو تموت فناشدنی الله وسألنی الله فأبیت علیه ودعوت غلاما لى یدعى رشیدا من سبى أصبهان معه قناة له صلبة فأخذتها منه ثم أحمل علیه بها فنزل عن دابته وألحقه حین استوت قدماه بالارض فأصفع بها هامته فخر لوجهه ومضیت وتركته فبرأ بعد فلقیته مرتین من الدهر كل ذلك یقول الله بینى وبینك وأقول الله عز وجل بینك وبین عمرو بن الحمق.
( ثم رجع ) إلى أول الحدیث، قال: فلما ضرب عمرا تلك الضربة وحمله ذانك الرجلان انحاز أصحاب حجر إلى أبواب كندة ویضرب رجل من جذام كان فی الشرطة رجلا یقال له عبد الله بن خلیفة الطائى بعمود فضربه ضربة فصرعه فقال وهو یرتجز قد علمت یوم الهیاج خلتى * أنى إذا ما فئتى تولت وكثرت عداتها أو قلت * أتى قتال غداة بلت وضربت ید عائذ بن حملة التمیمی وكسرت نابه فقال إن تكسروا نابى وعظم ساعدى * فإن فی سورة المناجد وبعض شغب البطل المبالد وینتزع عمودا من بعض الشرط فقاتل به وحمى حجرا وأصحابه حتى خرجوا من تلقاء أبواب كندة وبغلة حجر موقوفة فأتى بها أبو العمرطة إلیه ثم قال اركب لا أب لغیرك فوالله ما أراك إلا قد قتلت نفسك وقتلتنا معك فوضع حجر رجله فی الركاب فلم یستطع أن ینهض فحمله أبو العمرطة على بغلته ووثب أبو العمرطة على فرسه فما هو إلا أن استوى علیه حتى انتهى إلیه یزید بن طریف المسلى وكان یغمز فضرب أبا العمرطة بالعمود على فخذه ویخترط أبو العمرطة سیفه فضرب به رأس یزید بن طریف فخر لوجهه ثم إنه برأ بعد فله یقول عبد الله بن همام السلولى ألوم ابن لؤم ما عدا بك حاسرا * إلى بطل ذى جرأة وشكیم معاود ضرب الدارعین بسیفه * على الهام عند الروع غیر لئیم إلى فارس الغارین یوم تلاقیا * بصفین قرم خیر نجل قروم حسبت ابن برصاء الحتار قتاله * قتالك زیدا یوم دار حكیم وكان ذلك السیف أول سیف ضرب به فی الكوفة فی الاختلاف بین الناس ومضى حجر وأبو العمرطة حتى انتهیا إلى دار حجر واجتمع إلى حجر ناس كثیر من أصحابه وخرج قیس بن قهدان الكندى على حمار له یسیر فی مجالس كندة یقول یا قوم حجر دافعوا وصاولوا * وعن أخیكم ساعة فقاتلوا لا یلفیا منكم لحجر خاذل * ألیس فیكم رامح ونابل وفارس مستلئم وراجل * وضارب بالسیف لا یزایل فلم یأته من كندة كثیر أحد وقال زیاد وهو على المنبر لیقم همدان وتمیم وهوازن وأبناء أعصر ومذحج وأسد وغطفان فلیأتوا جبانة كندة فلیمضوا من ثم إلى حجر فلیأتونی به ثم إنه كره أن یسیر طائفة من مضر مع طائفة من أهل الیمن فیقع بینهم شغب واختلاف وتفسد ما بینهم الحمیة فقال لتقم تمیم وهوازن وأبناء أعصر وأسد وغطفان ولتمض مذحج وهمدان إلى جبانة كندة ثم لینهضوا إلى حجر فلیأتونی به ولیسر سائر أهل الیمن حتى ینزلوا جبانة الصائدیین فلیمضوا إلى صاحبهم فلیأتونی به فخرجت الازد وبجیلة وخثعم والانصار وخزاعة وقضاعة فنزلوا جبانة الصائدیین ولم تخرج حضرموت مع أهل الیمن لمكانهم من كندة وذلك أن دعوة حضرموت مع كندة فكرهوا الخروج فی طلب حجر.
قال أبو مخنف: حدثنى یحیى ابن سعید بن مخنف عن محمد بن مخنف قال إنى لمع أهل الیمن فی جبانة الصائدیین إذ اجتمع رؤوس أهل الیمن یتشاورون فی أمر حجر فقال لهم عبد الرحمن بن مخنف أنا مشیر علیكم برأى إن قبلتموه رجوت أن تسلموا من اللائمة والاثم أرى لكم أن تلبثوا قلیلا فإن سرعان شباب همدان ومذحج یكفونكم ما تكرهون أن تلوا من مساة قومكم فی صاحبكم. قال: فأجمع رأیهم على ذلك قال فوالله ما كان إلا كلا ولا حتى أتینا فقیل لنا إن مذحج وهمدان قد دخلوا فأخذوا كل من وجدوا من بنى جبلة قال فمر أهل الیمن فی نواحى دور كندة معذرین فبلغ ذلك زیادا فأثنى على مذحج وهمدان وذم سائر أهل الیمن وإن حجرا لما انتهى إلى داره فنظر إلى قلة من معه من قومه وبلغه أن مذحج وهمدان نزلوا جبانة كندة وسائر أهل الیمن جبانة الصائدیین قال لاصحابه انصرفوا فوالله ما لكم طاقة بمن قد اجتمع علیكم من قومكم وما أحب أن أعرضكم للهلاك فذهبوا لینصرفوا فلحقتهم أوائل خیل مذحج وهمدان فعطف علیهم عمیر بن یزید وقیس بن یزید وعبیدة بن عمرو البدى وعبد الرحمن بن محرز الطمحى وقیس بن شمر فتقاتلوا معهم فقاتلوا عنه ساعة فحرحوا وأسر قیس بن یزید وأفلت سائر القوم فقال لهم حجر لا أبا لكم تفرقوا لا تقاتلوا فإنى آخذ فی بعض السكك ثم أخذ طریقا نحو بنى حرب فسار حتى انتهى إلى دار رجل منهم یقال له سلیم بن یزید فدخل داره وجاء القوم فی طلبه حتى انتهوا إلى تلك الدار فأخذ سلیم بن یزید سیفه ثم ذهب لیخرج إلیهم فبكت بناته فقال له حجر ما ترید قال أرید والله أسألهم أن ینصرفوا عنك فإن فعلوا وإلا ضاربتهم بسیفی هذا ما ثبت قائمه فی یدى دونك فقال حجر لا أبا لغیرك بئس ما دخلت به إذا على بناتك قال إنى والله ما أمونهن ولا رزقهن إلا على الحى الذى لا یموت ولا أشترى العار بشئ أبدا ولا تخرج من دارى أسیرا أبدا وأنا حى أملك قائم سیفى فإن قتلت دونك فاصنع ما بدا لك قال حجر أما فی دارك هذه حائط أقتحمه أو خوخة أخرج منها عسى أن یسلمنی الله عز وجل منهم ویسلمك فإذا القوم لم یقدروا على عندك لم یضروك قال بل هذه خوخة تخرجك إلى دور بنى العنبر وإلى غیرهم من قومك فخرج حتى مر ببنى ذهل فقالوا له مر القوم آنفا فی طلبك یقفون أثرك فقال منهم أهرب قال فخرج ومعه فتیة منهم یتقصون به الطریق ویسلكون به الازقة حتى أفضى إلى النخع فقال لهم عند ذلك انصرفوا رحمكم الله فانصرفوا عنه وأقبل إلى دار عبد الله بن الحارث أخى الاشتر فدخلها فإنه لكذلك قد ألقى له الفرش عبد الله وبسط له البسط وتلقاه ببسط الوجه وحسن البشر إذ أتى فقیل له إن الشرط تسأل عنك فی النخع وذلك إن أمة سوداء یقال لها أدماء لقیتهم فقالت من تطلبون قالوا نطلب حجرا قالت ها هو ذا قد رأیته فی النخع فانصرفوا نحو النخع فخرج من عند عبد الله متنكرا وركب معه عبد الله بن الحارث لیلا حتى أتى دار ربیعة بن ناجد الازدی فی الازد فنزلها یوما ولیلة فلما أعجزهم أن یقدروا علیه دعا زیاد بمحمد بن الاشعث فقال له یا أبا میثاء أما والله لتأتینى بحجر أولا لا أدع لك نخلة إلا قطعتها ولا دارا إلا هدمتها ثم لا تسلم منى حتى أقطعك إربا إربا قال أمهلنى حتى أطلبه قال قد أمهلتك ثلاثا فان جئت به وإلا عد نفسك مع الهلكى وأخرج محمد نحو السجن منتقع اللون یتل تلا عنیفا فقال حجر بن یزید الكندى لزیاد ضمنیه وخل سبیله یطلب صاحبه فانه مخلى سربه أخرى أن یقدر علیه منه إذا كان محبوسا فقال أتضمنه قال نعم قال أما والله لئن حاص عنك لازیرنك شعوب وان كنت الآن على كریما قال انه لا یفعل فخلى سبیله ثم ان حجر بن یزید كلمه فی قیس بن یزید وقد أتى به أسیرا فقال لهم ما على قیس بأس قد عرفنا رأیه فی عثمان وبلاءه یوم صفین مع أمیر المؤمنین ثم أرسل إلیه فأتى به فقال له انى قد علمت انك لم تقاتل مع حجر أنك ترى رأیه ولكن قاتلت معه حمیة قد غفرتها لك لما أعلم من حسن رأیك وحسن بلائك ولكن لن أدعك حتى تأتینی بأخیك عمیر قال أجیئك به ان شاء الله قال فهات من یضمنه لى معك قال هذا حجر بن یزید یضمنه لك معى قال حجر بن یزید نعم أضمنه لك على ان تؤمنه على ماله ودمه قال ذلك لك فانطلقا فأتیا به وهو جریح فأمر به فأوقر حدیدا ثم أخذته الرجال ترفعه حتى إذا بلغ سورها ألقوه فوقع على الارض ثم رفعوه وألقوه ففعلوا به ذلك مرارا فقام إلیه حجر بن یزید فقال ألم تؤمنه على ماله ودمه أصلحك الله قال بلى قد آمنته على ماله ودمه ولست أهریق له دما ولا آخذ له مالا قال أصلحك الله یشفى به على الموت ودنا منه وقام من كان عنده من أهل الیمن فدنوا منه وكلموه فقال أتضمنونه لى بنفسه فمتى ما أحدث حدثا أتیتمونی به قالوا نعم قال وتضمنون لى أرش ضربة المسلى قالوا ونضمنها فخلى سبیله ومكث حجر بن عدى فی منزل ربیعة بن ناجد الازدی یوما ولیلة ثم بعث حجر إلى محمد بن الاشعث غلاما له یدعى رشیدا من أهل إصبهان أنه قد بلغنی ما استقبلك به هذا الجبار العنید فلا یهولنك شئ من أمره فانى خارج الیك أجمع نفرا من قومك ثم ادخل علیه فاسأله أن یؤمننى حتى یبعث بى إلى معاویة فیرى فی رأیه فخرج ابن الاشعث إلى حجر بن یزید وإلى جریر بن عبد الله وإلى عبد الله بن الحارث أخى الاشتر فأتاهم فدخلوا إلى زیاد فكلموه وطلبوا إلیه أن یؤمنه حتى یبعث به إلى معاویة فیرى فیه رأیه ففعل فبعثوا إلیه رسوله ذلك یعلمونه ان قد أخذنا الذى تسأل وأمروه أن یأتی فأقبل حتى دخل على زیاد فقال زیاد مرحبا بك أبا عبد الرحمن حرب فی أیام الحرب وحرب وقد سالم الناس * على أهلها تجنى براقش * قال ما خالعت طاعة ولا فارقت جماعة وإنى لعلى بیعتى فقال هیهات هیهات یا حجر تشج بید وتأسوا بأخرى وترید إذ أمكن الله منك أن نرضى كلا والله قال ألم تؤمنى حتى آتى معاویة فیرى فی رأیه قال بلى قد فعلنا انطلقوا به إلى السجن فلما قفى به من عنده قال زیاد أما والله لولا أمانة ما برح أو یلفظ مهجة نفسه.
قال هشام بن محمد عن أبى مخنف: وحدثنی المجالد بن سعید عن الشعبى وزكریاء بن أبى زائدة عن أبى اسحاق أن حجرا لما قفى به من عند زیاد نادى بأعلى صوته اللهم إن على بیعتى لا أقیلها ولا أستقیلها سماع الله والناس وكان علیه برنس فی غداة باردة فحبس عشر لیال وزیاد لیس له عمل إلا طلب رؤساء أصحاب حجر فخرج عمرو بن الحمقى ورفاعة بن شداد حتى نزلا المدائن ثم ارتحلا حتى أتیا أرض الموصل فأتیا جبلا فكمنا فیه وبلغ عامل ذلك الرستاق أن رجلین قد كمنا فی جانب الجبل فاستنكر شأنهما وهو رجل من همدان یقال له عبد الله بن أبى بلتعة فسار إلیها فی الخیل نحو الجبل ومعه أهل البلد فلما انتهى الیهما خرجا فأما عمرو بن الحمق فكان مریضا وكان بطنه قد سقى فلم یكن عنده امتناع وأما رفاعة بن شداد وكان شابا قویا فوثب على فرس له جواد فقال له أقاتل عنك قال وما ینفعنی أن تقاتل انج بنفسك إن استطعت فحمل علیهم فأفرجوا له فخرج تنفر به فرسه وخرجت الخیل فی طلبه وكان رامیا فأخذ لا یلحقه فارس إلا رماه فجرحه أو عقره فانصرفوا عنه وأخذ عمرو بن الحمق فسألوه من أنت فقال من إن تركتموه كان أسلم لكم وإن قتلتموه كان أضر لكم فسألوه فأبى أن یخبرهم فبعث به ابن أبى بلتعة إلى عامل الموصل وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفى فلما رأى عمرو بن الحمق عرفه وكتب إلى معاویة بخبره فكتب إلیه معاویة انه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص كانت معه وإنا لا نرید أن نعتدی علیه فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان فأخرج فطعن تسع طعنات فمات فی الاولى منهن أو الثانیة.
قال أبو مخنف: وحدثنی المجالد عن الشعبى وزكریاء بن أبى زائدة عن ابن اسحاق قال وجه زیاد فی طلب أصحاب حجر فأخذوا یهربون منه ویأخذ من قدر علیه منهم فبعث إلى قبیصة بن ضبیعة بن حرملة العبسى صاحب الشرطة وهو شداد بن الهیثم فدعا قبیصة فی قومه وأخذ سیفه فأتاه ربعى بن حراش بن جحش العبسى ورجال من قومه لیسوا بالكثیر فأراد أن یقاتل فقال صاحب الشرطة أنت آمن على دمك ومالك فلم تقتل نفسك فقال له أصحابه قد أو منت فعلام تقتل نفسك وتقتلنا معك قال ویحكم إن هذا الدعى ابن العاهرة والله لئن وقعت فی یده لا أفلت منه أبدا أو یقتلنى قالوا كلا فوضع یده فی أیدیهم فأقبلوا به إلى زیاد فلما دخلوا علیه قال زیاد وحى عسى تعزونى على الدین أما والله لاجعلن لك شاغلا عن تلقیح الفتن والتوثب على الامراء قال إنى لم تك إلا على الامان قال انطلقوا به إلى السجن وجاء قیس بن عباد الشیبانی إلى زیاد فقال له إن امرءا منا من بنى همام یقال له صیفی بن فسیل من رؤس أصحاب حجر وهو أشد الناس علیك فبعث إلیه زیاد فأتى به فقال له زیاد یا عدو الله ما تقول فی أبى تراب قال ما أعرف أبا تراب قال ما أعرفك به قال ما أعرفه قال أما تعرف على بن أبى طالب قال بلى قال فذاك أبو تراب قال كلا ذاك أبو الحسن والحسین علیه السلام فقال له صاحب الشرطة یقول لك الامیر هو أبو تراب وتقول أنت لا قال وإن كذب الامیر أترید أن أكذب وأشهد له على باطل كما شهد قال له زیاد وهذا أیضا مع ذنبك على بالعصا فأتى بها فقال ما قولك قال أحسن قول أنا قائله فی عبد من عباد الله المؤمنین قال اضربوا عانقه بالعصا حتى یلصق بالارض فضرب حتى لزم الارض ثم قال اقلعوا عنه إیه ما قولك فی على قال والله لو شرحتنى بالمواسى والمدى ما قلت إلا ما سمعت منى قال لتلعننه أو لاضربن عنقك قال إذا تضربها والله قبل ذلك فان أبیت إلا أن تضربها رضیت بالله وشقیت أنت قال ادفعوا فی رقبته ثم قال أوقروه حدیدا وألقوه فی السجن ثم بعث إلى عبد الله بن خلیفة الطائى وكان شهد مع حجر وقاتلهم قتالا شدیدا فبعث إلیه زیاد بكیر بن حمران الاحمری وكان تبیع العمال فبعثه فی أناس من أصحابه فأقبلوا فی طلبه فوجدوه فی مسجد عدى بن حاتم فأخرجوه فلما أرادوا أن یذهبوا به وكان عزیز النفس امتنع منهم فحاربهم وقاتلهم فشجره ورموه بالحجارة حتى سقط فنادت میثاء أخته یا معشر طیئ أتسلمون ابن خلیفة لسانكم وسنانكم فلما سمع الاحمری نداءها خشى أن تجتمع طیئ فیهلك فهرب وخرج نسوة من طیئ فأدخلنه دارا وینطلق الاحمری حتى أن زیادا فقال إن طیئا اجتمعت إلى فلم أطقهم أفأتیتك فبعث زیاد إلى عدى وكان فی المسجد فحبسه وقال جئنی به وقد أخبر عدى بخبر عبد الله فقال عدى كیف آتیك برجل قد قتله القوم قال جئنی حتى أرى أن قد قتلوه فاعتل له وقال لا أدرى أین هو ولا ما فعل فحبسه فلم یبق رجل من أهل المصر من أهل الیمن وربیعة ومصر إلا فزع لعدى فأتوا زیادا فكلموه فیه وأخرج عبد الله فتغیب فی بحتر فأرسل إلى عدى إن شئت أن أخرج حتى أضع یدى فی یدك فعلت فبعث إلیه عدى والله لو كانت تحت قدمى ما رفعتهما عنك فدعا زیاد عدیا فقال له إنى أخلى سبیلك على أن تجعل لى لتنفیه من الكوفة والتسیر به إلى الجبلین قال نعم فرجع وأرسل
إلى عبد الله بن خلیفة اخرج فلو قد سكن غضبه لكلمته فیك حتى ترجع إن شاء الله فخرج إلى الجبلین وأتى زیاد بكریم بن عفیف الخثعمی فقال ما اسمك قال أنا كریم ابن عفیف قال ویحك أو ویلك ما أحسن اسمك واسم أبیك وأسوأ عملك ورأیك قال أما والله إن عهدك برأیى لمنذ قریب * ثم بعث زیاد إلى أصحاب حجر حتى جمع اثنى عشر رجلا فی السجن ثم إنه دعا رءوس الارباع فقال اشهدوا على حجر بما رأیتم منه وكان رؤس الارباع یومئذ عمرو بن حریث على ربع أهل المدینة وخالد بن عرفطة على ربع تمیم وهمدان وقیس بن الولید بن عبد شمس بن المغیرة على ربع ربیعة وكندة وأبو بردة بن أبى موسى على مذحج وأسد فشهد هؤلاء الاربعة ان حجرا جمع إلیه الجموع وأظهر شتم الخلیفة ودعا إلى حرب أمیر المؤمنین * وزعم أن هذا الامر لا یصلح إلا فی آل أبى طالب ووئب بالمصر وأخرج عامل أمیر المؤمنین وأظهر عذر أبى تراب والترحم علیه والبراءة من عدوه وأهل حربه وأن هؤلاء النفر الذین معه هم رؤوس أصحابه وعلى مثل رأیه وأمره ثم أمر بهم لیخرجوا فأتاه قیس بن الولید فقال إنه قد بلغنی أن هؤلاء إذا خرج بهم عرض لهم فبعث زیاد إلى الكناسة فابتاع إبلا صعابا فشد علیها المحامل ثم حملهم علیها فی الرحبة أول النهار حتى إذا كان العشاء قال زیاد من شاء فلیعرض فلم یتحرك من الناس أحد ونظر زیاد فی شهادة الشهود فقال ما أظن هذه الشهادة قاطعة وإنى لاحب أن تكون الشهود أكثر من أربعة *.
قال أبو مخنف: فحدثنی الحارث بن حصیرة عن أبى الكنود وهو عبد الرحمن ابن عبید؛ و [حدّث] أبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب وسلیمان بن أبى راشد عن أبى الكنود بأسماء هؤلاء الشهود:
( بسم الله الرحمن الرحیم ) هذا ما شهد علیه أبو بردة بن أبى موسى لله رب العالمین شهد أن حجر بن عدى خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخلیفة ودعا إلى الحرب والفتنة وجمع إلیه الجموع یدعوهم إلى نكث البیعة وخلع أمیر المؤمنین معاویة وكفر بالله عز وجل كفرة صلعاء فقال زیاد على مثل هذه الشهادة فاشهدوا أما والله لاجهدن على قطع خیط عنق الخائن الاحمق فشهد رؤوس الارباع على مثل شهادته وكانوا أربعة ثم إن زیادا دعا الناس فقال اشهدوا على مثل شهادة رؤوس الارباع فقرأ علیهم الكتاب فقام أول الناس عناق بن شرحبیل بن أبى دهم التیمى تیم الله بن ثعلبة فقال بینوا اسمى فقال زیاد ابدؤا بأسامى قریش ثم اكتبوا اسم عناق فی الشهود ومن نعرفه ویعرفه أمیر المؤمنین بالنصیحة والاستقامة فشهد إسحاق بن طلحة بن عبیدالله وموسى بن طلحة وإسماعیل بن طلحة بن عبیدالله والمنذر بن الزبیر وعمارة ابن عقبة بن أبى معیط وعبد الرحمن بن هناد وعمر بن سعد بن أبى وقاص وعامر بن مسعود بن أمیة بن خلف ومحرز بن جاریة بن ربیعة بن عبد العزى بن عبد شمس وعبیدالله بن مسلم بن شعبة الحضرمی وعناق بن شرحبیل بن أبى دهم ووائل ابن حجر الحضرمی وكثیر بن شهاب بن حصین الحارثى وقطن بن عبد الله بن حصین والسرى بن وقاص الحارثى وكتب شهادته وهو غائب فی عمله والسائب والاقرع الثقفى وشبیب بن ربعى وعبد الله بن أبى عقیل الثققى ومصقلة بن هبیرة الشیبانی والقعقاع بن شور الذهلى وشداد بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلى وكان یدعى ابن بزیعة فقال ما لهذا أب ینسب إلیه ألقوا هذا من الشهود فقیل له انه أخو الحصین وهو ابن المنذر قال فانسبوه إلى أبیه فنسب إلى أبیه فبلغت شدادا فقال ویلى على ابن الزانیة أو لیست أمه أعرف من أبیه والله ما ینسب إلا إلى أمه سمیة وحجار بن أبجر العجلى فغضبت ربیعة على هؤلاء الشهود الذین شهدوا من ربیعة وقالوا لهم شهدتم على أولیائنا وخلفائنا فقالوا ما نحن إلا من الناس وقد شهد علیهم ناس من قومهم كثیر وعمرو بن الحجاج الزبیدى ولبید بن عطارد التمیمی ومحمد بن عمیر بن عطارد التمیمی وسوید بن عبد الرحمن التمیمی من بنى سعد وأسماء بن خارجة الفزارى كان یعتذر من أمره وشمر بن ذى الجوشن العامری وشداد ومروان ابنا الهیثم الهلالیان ومحصن بن ثعلبة من عائذة قریش والهیثم بن الاسود النخعی وكان یعتذر إلیهم وعبد الرحمن بن قیس الاسدی والحارث وشداد ابنا الازمع الهمدانیان ثم الوادعیان وكریب بن سلمة بن یزید الجعفی وعبد الرحمن بن أبى سبرة الجعفی وزحر بن قیس الجعفی وقدامة بن العجلان الازدی وعزرة بن عزرة الاحمسی ودعا المختار بن أبى عبید وعروة ابن المغیرة بن شعبة لیشهدوا علیه فراغا وعمر بن قیس ذى اللحیة وهانئ بن أبى حیة الوادعیان فشهد علیه سبعون رجلا فقال زیاد ألقوهم إلا من قد عرف بحسب وصلاح فی دینه فألقوا حتى صیروا إلى هذه العدة وألقیت شهادة عبد الله ابن الحجاج التغلبی وكتبت شهادة هؤلاء الشهود فی صحیفة ثم دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمی وكثیر بن شهاب الحارثى وبعثهما علیهم وأمرهما أن یخرجا بهم وكتب فی الشهود شریح بن الحارث القاضى وشریح بن هانئ الحارثى فأما شریح فقال سألنی عنه فأخبرته أنه كان صواما قواما وأما شریح بن هانئ الحارثى فكان یقول ما شهدت ولقد بلغنی أن قد كتبت شهادتى فأكذبته ولمته وجاء وائل ابن حجر وكثیر بن شهاب فأخرج القوم عشیة وسار معهم صاحب الشرطة حتى أخرجهم من الكوفة فلما انتهوا إلى جبانة عرزم نظر قبیصة بن ضبیعة العبسى إلى داره وهى فی جبانة عرزم فإذا بناته مشرفات فقال لوائل وكثیر ائذنا لى فأوصى أهلى فأذنا له فلما دنا منهن وهن یبكین سكت عنهن ساعة ثم قال اسكتن فسكتن فقال اتقین الله عز وجل واصبرن فانى أرجو من ربى فی وجهى هذا احدى الحسنیین إما الشهادة وهى السعادة وإما الانصراف الیكن فی عافیة وإن الذى كان یرزقكن ویكفینى مؤنتكن هو الله تعالى وهو حى لا یموت أرجو أن لا یضیعكن وأن یحفظنی فیكن ثم انصرف فمر بقومه فجعل القوم یدعون الله له بالعافیة فقال إنه لمما یعدل عندی خطر ما أنا فیه هلاك قومی یقول حیث لا ینصروننی وكان رجا أن یخلصوه .
قال أبو مخنف: فحدثنی النضر بن صالح العبسى عن عبیدالله بن الحر الجعفی قال والله إنى لواقف عند باب السرى بن أبى وقاص حین مروا بحجر وأصحابه قال فقلت ألا عشرة رهط أستنقذ بهم هؤلاء إلا خمسة قال فجعل یتلهف قال فلم یجبنى أحد من الناس قال فمضوا بهم حتى انتهوا بهم إلى الغریین فلحقهم شریح بن هانئ معه كتاب فقال لكثیر بلغ كتابی هذا إلى أمیر المؤمنین قال ما فیه قال لا تسألنی فیه حاجتى فأبى كثیر وقال ما أحب أن آتى أمیر المؤمنین بكتاب لا أدرى ما فیه وعسى أن لا یوافقه فأتى به وائل به حجر فقبله منه ثم مضوا بهم حتى انتهوا بهم إلى مرج عذراء وبینها وبین دمشق اثنا عشر میلا تسمیة الذین بعث بهم إلى معاویة حجر بن عدى بن جبلة الكندى والارقم بن عبد الله الكندى من بنى الارقم وشریك بن شداد الحضرمی وصیفى بن فسیل وقبیصة بن ضبیعة بن حرملة العبسى وكریم بن عفیف الخثعمی من بنى عامر بن شهران ثم من قحافة وعاصم بن عوف البجلى وورقاء بن سمى البجلى وكدام بن حیان وعبد الرحمن بن حسان العنزیان من بنى همیم ومحرز بن شهاب التمیمی من بنى منقر وعبد الله بن حویة السعدى من بنى تمیم فمضوا بهم حتى نزلوا مرج عذراء فحبسوا بها ثم إن زیادا أتبعهم برجلین آخرین مع عامر بن الاسود العجلى بعتبة بن الاخنس من بنى سعد بن بكر بن هوازن وسعد بن نمران الهمدانی ثم الناعطى فتموا أربعة عشر رجلا فبعث معاویة إلى وائل بن حجر وكثیر بن شهاب فأدخلهما وفض كتابهما فقرأه على أهل الشام فإذا فیه بسم الله الرحمن الرحیم لعبد الله معاویة أمیر المؤمنین من زیاد بن أبى سفیان أما بعد فان الله قد أحسن عند أمیر المؤمنین البلاء فكاد له عدوه وكفاه مؤنة من بغى علیه ان طواغیت من هذه الترابیة السبائیة رأسهم حجر بن عدى خالفوا أمیر المؤمنین وفارقوا جماعة المسلمین ونصبوا لنا الحرب فأظهرنا الله علیهم وأمكننا منهم وقد دعوت خیار أهل المصر وأشرافهم وذوى السن والدین منهم ؟ فشهدوا علیهم بما رأوا وعملوا وقد بعثت بهم إلى أمیر المؤمنین وكتبت شهادة صلحاء أهل المصر وخیارهم فی أسفل كتابی هذا فلما قرأ الكتاب وشهادة الشهود علیهم قال ماذا ترون فی هؤلاء النفر الذین شهد علیهم قومهم بما تستمعون فقال له یزید بن أسد البجلى أرى أن تفرقهم فی قرى الشام فیكفیكهم طواغیتها ودفع وائل بن حجر كتاب شریح بن هانئ إلى معاویة فقرأه فإذا فیه بسم الله الرحمن الرحیم لعبد الله معاویة أمیر المؤمنین من شریح بن هانئ أما بعد فإنه بلغنی أن زیادا كتب إلیك بشهادتی على حجر بن عدى وأن شهادتى على حجر أنه ممن یقیم الصلاة ویؤتى الزكاة ویقیم الحج والعمرة ویأمر بالمعروف وینهى عن المنكر حرام الدم والمال فإن شئت فاقتله وإن شئت فدعه فقرأ كتابه على وائل بن حجر وكثیر فقال ما أرى هذا إلا قد أخرج نفسه من شهادتكم فحبس القوم بمرج عذراء وكتب معاویة إلى زیاد أما بعد فقد فهمت ما اقتصصت به من أمر حجر وأصحابه وشهادة من قبلك علیهم فنظرت فی ذلك فأحیانا أرى قتلهم أفضل من تركهم وأحیانا أرى العفو عنهم أفضل من قتلهم والسلام فكتب إلیه زیاد مع یزید بن حجیة بن ربیعة التیمى أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت رأیك فی حجر وأصحابه فعجبت لاشتباه الامر علیك فیهم وقد شهد علیهم بما قد سمعت من هو أعلم بهم فإن كانت لك حاجة فی هذا المصر فلا تردن حجرا وأصحابه إلى فأقبل یزید بن حجیة حتى مر بهم بعذراء فقال یا هؤلاء أما والله ما أرى برأتكم ولقد جئت بكتاب فیه الذبح فمرونى بما أجبتم مما ترون أنه لكم نافع أعمل به لكم وأنطق به فقال حجر أبلغ معاویة أنا على بیعتنا لا نستقیلها ولا نقیلها وأنه إنما شهد علینا الاعداء والاظناء فقدم یزید بالكتاب إلى معاویة فقرأه وبلغه یزید مقالة حجر فقال معاویة زیاد أصدق عندنا من حجر فقال عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفى ویقال عثمان بن عمیر الثقفى جذاذها جذاذها فقال له معاویة لا تعن أبرا فخرج أهل الشأم ولا یدرون ما قال معاویة وعبد الرحمن فأتوا النعمان بن بشیر فقالوا له مقالة ابن أم الحكم فقال النعمان قتل القوم وأقبل عامر بن الاسود العجلى وهو بعذراء یرید معاویة لیعلمه علم الرجلین اللذین بعث بهما زیاد فلما ولى لیمضى قام إلیه حجر بن عدى یرسف فی القیود فقال یا عامر اسمع منى أبلغ معاویة أن دماءنا علیه حرام وأخبره أنا قد أومنا وصالحناه فلیتق الله ولینظر فی أمرنا فقال له نحوا من هذا الكلام فأعاد علیه حجر مرارا فكان الآخر عرض فقال قد فهمت لك أكثرت فقال له حجر إنى ما سمعت بعیب وعلى أنه یلوم إنك والله تحبى وتعطى وإن حجرا یقدم ویقتل فلا ألومك أن تستثقل كلامی اذهب عنك فكأنه استحیى فقال لا والله ما ذلك بى ولابلغن ولاجهدن وكأنه یزعم أنه قد فعل وأن الآخر أبى فدخل عامر على معاویة فأخبره بأمر الرجلین قال وقام یزید بن أسد البجلى فقال یا أمیر المؤمنین هب لى ابنی عمى وقد كان جریر بن عبد الله كتب فیهما أن امرأین من قومی من أهل الجماعة والرأى الحسن سعى بهما ساع ظنین إلى زیاد فبعث بهما فی النفر الكوفیین الذین وجه بهم زیاد إلى أمیر المؤمنین وهما ممن لا یحدث حدثا فی الاسلام ولا بغیا على الخلیفة فلینفعهما ذلك عند أمیر المؤمنین فلما سألهما یزید ذكر معاویة كتاب جریر فقال قد كتب إلى ابن عمك فیهما جریر محسنا علیهما الثناء وهو أهل أن یصدق قوله ویقبل نصیحته وقد سألتنى ابنی عمك فهما لك وطلب وائل بن حجر فی الارقم فتركه له وطلب أبو الاعور السلمى فی عتبة بن الاخنس فوهبه له وطلب حمرة بن مالك الهمدانی فی سعد بن نمران الهمدانی فوهبه له وكلمه حبیب ابن مسلمة فی ابن حویة فخلى سبیله وقام ملك بن هبیرة السكونی فقال لمعاویة عمك یا أمیر المؤمنین دع لى ابن عمى حجرا فقال إن ابن حجرا رأس القوم وأخاف إن خلیت سبیله أن یفسد على مصرى فیضطرنا غدا إلى أن نشخصك وأصحابك إلیه بالعراق فقال له والله ما أنصفتنی یا معاویة قاتلت معك ابن عمك فتلقانی منهم یوم كیوم صفین حتى ظفرت كفك وعلا كعبك ولم تخف الدوائر ثم سألتك ابن عمى فسطوت وبسطت من القول بما لا أنتفع به وتخوفت فیما زعمت عاقبة الدوائر ثم انصرف فجلس فی بیته فبعث معاویة هدبة بن فیاض القضاعى من بنى سلامان بن سعد والحصین بن عبد الله الكلابی وأبا شریف البدى فأتوهم عند المساء فقال الخثعمی حین رأى الاعور مقبلا یقتل نصفنا وینجو نصفنا فقال سعد ابن نمران اللهم اجعلنی ممن ینجو وأنت عنى راض فقال عبد الرحمن بن حسان العنزی اللهم اجعلنی من ؟ تكرم بهوانهم وأنت عنى راض فطالما عرضت نفسی للقتل فأبى الله إلا ما أراد فجاء رسول معاویة إلیهم بتخلیة ستة وبقتل ثمانیة فقال لهم رسول معاویة إنا قد أمرنا أن نعرض علیكم البراءة من على واللعن له فإن فعلتم تركناكم وإن أبیتم قتلناكم وإن أمیر المؤمنین یزعم أن دماءكم قد حلت له بشهادة أهل مصركم علیكم غیر أنه قد عفى عن ذلك فابرؤا من هذا الرجل نخل سبیلكم قالوا اللهم إنا لسنا فاعلی ذلك فأمر بقبورهم فحفرت وأدنیت أكفانهم وقاموا اللیل كله یصلون فلما أصبحوا قال أصحاب معاویة یا هؤلاء لقد رأیناكم البارحة قد أطلتم الصلاة وأحسنتم الدعاء فأخبرونا ما قولكم فی عثمان قالوا هو أول من جار فی الحكم وعمل بغیر الحق فقال أصحاب معاویة أمیر المؤمنین كان أعلم بكم ثم قاموا إلیهم فقالوا تبرؤن من هذا الرجل قالوا بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه فأخذ كل رجل منهم رجلا لیقتله ووقع قبیصة بن ضبیعة فی یدى أبى شریف البدى فقال له قبیصة إن الشر بین قومی وبین قومك أمن فلیقتلنی سواك فقال له برتك رحم فأخذ الحضرمی فقتله وقتل القضاعى قبیصة بن ضبیعة قال ثم إن حجرا قال لهم دعونی أتوضأ قالوا له توضأ فلما أن توضأ قال لهم دعونی أصل ركعتین فأیمن الله ما توضأت قط إلا صلیت ركعتین قالوا لیصل فصلى ثم انصرف فقال والله ما صلیت صلاة قط أقصر منها ولولا أن تروا أن ما بى جزع من الموت لاحببت أن أستكثر منها ثم قال اللهم إنا نستعدیك على أمتنا فإن أهل الكوفة شهدوا علینا وإن أهل الشام یقتلوننا أما والله لئن قتلتمونی بها إنى لاول فارس من المسلمین هلك فی وادیها وأول رجل من المسلمین نبحته كلابها فمشى إلیه الاعور هدبة بن فیاض بالسیف فأرعدت خصائله فقال كلا زعمت أنك لا تجزع من الموت فأنا أدعك فأبرأ من صاحبك فقال مالى لا أجزع وأنا أرى قبرا محفورا وكفنا منشورا وسیفا مشهورا وإنى والله إن جزعت من القتل لا أقول ما یسخط الرب فقتله وأقبلوا یقتلونهم واحدا واحدا حتى قتلوا ستة فقال عبد الرحمن بن حسان العنزی وكریم بن عفیف الخثعمی ابعثوا بنا إلى أمیر المؤمنین فنحن نقول فی هذا الرجل مثل مقالته فبعثوا إلى معاویة یخبرونه بمقالتهما فبعث إلیهم أن ائتونى بهما فلما دخلا علیه قال الخثعمی الله الله یا معاویة فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة ثم مسئول عما أردت بقتلنا وفیم سفكت دماءنا فقال معاویة ما تقول فی على قال أقول فیه قولك قال أتبرأ من دین على الذى كان یدین الله به فسكت وكره معاویة أن یجیبه وقال شمر بن عبد الله من بنى قحافة فقال یا أمیر المؤمنین هب لى ابن عمى قال هو لك غیر أنى حابسه شهرا فكان یرسل إلیه بین كل یومین فیكلمه وقال له إنى لانفس بك على العراق أن یكون فیهم مثلك ثم إن شمرا عاوده فیه الكلام فقاك نمرك على هبة ابن عمك فدعاه فخلى سبیله على أن لا یدخل إلى الكوفة ما كان له سلطان فقال تخیر أی بلاد العرب أحب إلیك أن أسیرك إلیها فاختار الموصل فكان یقول لو قد مات معاویة قدمت المصر فمات قبل معاویة بشهر ثم أقبل على عبد الرحمن العنزی فقال ابه یا أخا ربیعة ما قولك فی على قال دعنی ولا تسألنی فإنه خیر لك قال والله لا أدعك حتى تخبرنی عنه قال أشهد أنه كان من الذاكرین الله كثیرا ومن الآمرین بالحق والقائمین بالقسط والعافین عن الناس قال فما قولك فی عثمان قال هو أول من فتح باب الظلم وأرتج أبواب الحق قال قتلت نفسك قال بل إیاك قتلت ولا ربیعة بالوادی یقول حین كلم شمر الخثعمی فی كریم بن عفیف الخثعمی ولم یكن له أحد من قومه یكلمه فیه فبعث به معاویة إلى زیاد وكتب إلیه أما بعد فإن هذا العنزی شر من بعثت فعاقبه عقوبته التى هو أهلها واقتله شر قتلة فلما قدم به على زیاد بعث بن زیاد إلى قس الناطف فدفن به حیا قال ولما حمل العنزی والخثعمى إلى معاویة قال العنزی لحجر یا حجر لا یبعدنك الله فنعم أخو إلاسلام كنت وقال الخثعمی لا تبعد ولا تفقد فقد كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ثم ذهب بهما وأتبعهما بصره وقال كفى بالموت قطاعا لحبل القرائن فذهب بعتبة بن الاخنس وسعد بن نمران بعد حجر بأیام فخلى سبیلهما تسمیة من قتل من أصحاب حجر رحمه الله حجر بن عدى وشریك بن شداد الحضرمی وصیفى بن فسیل الشیبانی وقبیصة ابن ضبیعة العبسى ومحرز بن شهاب السعدى ثم المنقرى وكدام بن حیان العنزی وعبد الرحمن بن حسان العنزی فبعث به إلى زیاد فدفن حیا بقس الناطف فهم سبعة قتلوا وكفنوا وصلى علیهم قال فزعموا أن الحسن لما بلغه قتل حجر وأصحابه قال صلوا علیهم وكفنوهم وادفنوهم واستقبلوا بهم القبلة قالوا نعم قال حجوهم ورب الكعبة.
تسمیة من نجا منهم: كریم بن عفیف الخثعمی وعبد الله بن حویة التمیمی وعاصم بن عوف البجلى وورقاء بن سمى البجلى والارقم بن عبد الله الكندى وعتبة بن الاخنس من بنى سعد بن بكر وسعد بن نمران الهمدانی فهم سبعة * وقال مالك بن هبیرة السكونی حین أبى معاویة أن یهب له حجرا وقد اجتمع إلیه قومه من كندة والسكون وناس من الیمن كثیر فقال والله لنحن أغنى عن معاویة من معاویة عنا وإنا لنجد فی قومه منه بدلا ولا یجد منا فی الناس حلفا سیروا إلى هذا الرجل فلنخله من أیدیهم فأقبلوا یسیرون ولم یشكوا أنهم بعذراء لم یقتلوا فاستقبلتهم قتلتهم وقد خرجوا منها فلما رأوه فی الناس ظنوا أنما جاء بهم لیخلص حجرا من أیدیهم فقال لهم ما وراءكم قال تاب القوم وجئنا لنخبر معاویة فسكت عنهم ومضى نحو عذراء فاستقبله بعض من جاء منها فأخبره أن القوم قد قتلوا فقال على بالقوم وتبعتهم الخیل وسبقوهم حتى دخلوا على معاویة فأخبروه خبر ما أتى له مالك بن هبیرة ومن معه من الناس فقال لهم معاویة اسكنوا فانما هی حرارة یجدها فی نفسه وكأنها قد طفئت ورجع مالك حتى نزل فی منزله ولم یأت معاویة فأرسل إلیه معاویة فأبى أن یأتیه فلما كان اللیل بعث إلیه بمائة ألف درهم وقال له إن أمیر المؤمنین لم یمنعه أن یشفعك فی ابن عمك إلا شفقة علیك وعلى أصحابك أن یعیدوا لكم حربا أخرى وإن حجر بن عدى لو قد بقى خشیت أن یكلفك وأصحابك الشخوص إلیه وأن یكون ذلك من البلاء على المسلمین ما هو أعظم من قتل حجر فقبلها وطابت نفسه وأقبل إلیه من غده فی جموع قومه حتى دخل علیه ورضى عنه *.
قال أبو مخنف: وحدثنی عبد الملك بن نوفل بن مساحق أن عائشة رضى الله عنها بعثت عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام إلى معاویة فی حجر وأصحابه فقدم علیه وقد قتلهم فقال له عبد الرحمن أین غاب عنك حلم أبى سفیان قال غاب عنى حین غاب عنى مثلك من حلماء قومی وحملنى ابن سمیة فاحتملت *.
قال أبو مخنف: قال عبد الملك بن نوفل كانت عائشة تقول لولا أنا لم نغیر شیئا إلا آلت بنا الامور إلى أشد مما كنا فیه لغیرنا قتل حجر أما والله أن كان ما علمت لمسلما حجاجا معتمرا *.
قال أبو مخنف: وحدثنی عبد الملك ابن نوفل عن أبى سعید المقبرى أن معاویة حین حج مر على عائشة رضوان الله علیها فاستأذن علیها فأذنت له فلما قعد قالت له یا معاویة أأمنت أن أخبأ لك من یقتلك قال بیت الامن دخلت قالت یا معاویة أما خشیت الله فی قتل حجر وأصحابه قال لست أنا قتلتهم إنما قتلهم من شهد علیهم *.
قال أبو مخنف: حدثنى زكریاء بن أبى زائدة عن أبى إسحاق قال أدركت الناس وهم یقولون إن أول ذل دخل الكوفة موت الحسن بن على وقتل حجر بن عدى ودعوة زیاد *.

قال أبو مخنف: وزعموا أن معاویة قال عند موته یوم لى من ابن الادبر طویل ثلاث مرات یعنى حجرا *.

قال أبو مخنف عن الصقعب بن زهیر عن الحسن قال: أربع خصال كن فی معاویة لو لم یكن فیه منهن إلا واحدة لكانت موبقة انتزاؤه على هذه الامة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغیر مشورة منهم وفیهم بقایا الصحابة وذوو الفضیلة واستخلافه ابنه بعده سكیرا خمیرا یلبس الحریر ویضرب بالطنابیر وادعاؤه زیادا وقد قال رسول الله صلى الله علیه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر وقتله حجرا ویلا له من حجر وأصحاب حجر مرتین * وقالت هند ابنة زید بن مخرمة الانصاریة وكانت تشیع ترثى حجرا ترفع أیها القمر المنیر * تبصر هل ترى حجرا یسیر یسیر إلى معاویة بن حرب * لیقتله كما زعم الامیر تخبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدیر وأصبحت البلاد لها محولا * كأن لم یحیها مزن مطیر ألا یا حجر حجر بنى عدى * تلقتك السلامة والسرور أخاف علیك ما أردى عدیا * وشیخا فی دمشق له زئیر یرى قتل الخیار علیه حقا * له من شر أمته وزیر ألا یالیت حجرا مات موتا * ولم ینحر كما نحر البعیر فإن یهلك فكل زعیم قوم * من الدنیا إلى هلك یصیر وقالت الكندیة ترثى حجرا ویقال بل قائلها هذه الانصاریة دموع عینى دیمة تقطر * تبكى على حجر وما تقتر لو كانت القوس على أسره * ما حمل السیف له الاعور وقال الشاعر یحرض بنى هند من بنى شیبان على قیس بن عباد حین سعى بصیفی بن فسیل دعى ابن فسیل یا آل مرة دعوة * ولاقى ذباب السیف كفا ومعصما فحرض بنى هند إذا ما لقیتهم * وقل لغیاث وابنه یتكلما لتبك بنى هند قتیلة مثل ما * بكت عرس صیفی وتبعث مأتما غیاث بن عمران بن مرة بن الحارث بن دب بن مرة بن ذهل بن شیبان وكان شریفا وقتیلة أخت قیس بن عباد فعاش قیس بن عباد حتى قاتل مع ابن الاشعث فی مواطنه فقال حوشب للحجاج بن یوسف إن منا امرءا صاحب فتن ووثوب على السلطان لم تكن فتنة فی العراق قط إلا وثب فیها وهو ترابى یلعن عثمان وقد خرج مع ابن الاشعث فشهد معه فی مواطنه كلها یحرض الناس حتى إذا أهلكهم الله جاء فجلس فی بیته فبعث إلیه الحجاج فضرب عتقه فقال بنو أبیه لآل حوشب إنما سعیتم بنا سعیا فقالوا لهم وأنتم إنما سعیتم بصاحبنا سعیا.
فقال أبو مخنف: وقد كان عبد الله بن خلیفة الطائى شهد مع حجر بن عدى فطلبه زیاد فتوارى فبعث إلیه الشرط وهم أهل الحمراء یومئذ فأخذوه فخرجت أخته النوار فقالت یا معشر طیئ أتسلمون سنانكم ولسانكم عبد الله بن خلیفة فشد الطائیون على الشرط فضربوهم وانتزعوا منهم عبد الله بن خلیفة فرجعوا إلى زیاد فأخبروه فوثب على عدى بن حاتم وهو فی المسجد فقال ائتنى بعبد الله بن خلیفة قال وماله فأخبره قال فهذا شئ كان فی الحى لا علم لى به قال والله لتأتینى به قال لا والله لا آتیك به أبدا أجیئك بابن عمى تقتله والله لو كان تحت قدمى ما رفعتهما عنه قال فأمر به إلى السجن قال فلم یبق بالكوفة یمانى ولا ربعى إلا أتاه وكلمه وقالوا تفعل هذا بعدى بن حاتم صاحب رسول الله صلى الله علیه وسلم قال فانى أخرجه على شرط قالوا ما هو قال یخرج ابن عمه عنى فلا یدخل الكوفة ما دام لى بها سلطان فأتى عدى فأخبر بذلك فقال نعم فبعث عدى إلى عبد الله بن خلیفة فقال یا ابن أخى إن هذا قد لج فی أمرك وقد أبى إلا اخراجك عن مصرك مادام له سلطان فالحق بالجبلین فخرج فجعل عبد الله بن خلیفة یكتب إلى عدى وجعل عدى یمنیه فكتب إلیه تذكرت لیلى والشبیبة أعصرا * وذكر الصبى برح على من تذكرا وولى الشباب فافتقدت غضونه * فیالك من وجد به حین أدبرا فدع عنك تذكار الشباب وفقده * وآساره إذ بان منك فأقصرا وبك على الخلان لما تخرموا * ولم یجدوا عن منهل الموت مصدرا دعتهم منایاهم ومن حان یومه * من الناس فاعلم أنه لن یؤخرا أولئك كانوا شیعة لى وموئلا * إذا الیوم ألفى ذا احتدام مذكرا وما كانت أهوى بعدهم متعللا * بشئ من الدنیا ولا أن أعمرا أقول ولا والله أنسى ادكارهم * سجیس اللیالى أو أموت فأقبرا على أهل عذراء السلام مضاعفا * من الله ولیسق الغمام الكنهورا ولاقى بها حجر من الله رحمة * فقد كان أرضى الله حجر وأعذرا ولا زال تهطال ملث ودیمة * على قبر حجر أو ینادى فیحشرا فیا حجر من للخیل تدمى نحورها * وللملك المغزى إذا ما تغشمرا ومن صادع بالحق بعدك ناطق * بتقوى ومن إن قیل بالجور غیرا فنعم أخو الاسلام كنت وإننی * لاطمع أن تؤتى الخلود وتحبرا وقد كنت تعطى السیف فی الحرب حقه * وتعرف معروفا وتنكر منكرا فیا أخوینا من همیم عصمتما * ویسرتما للصالحات فأبشرا ویا أخوى الخندفیین أبشرا * فقد كنتما حییتما أن تبشرا ویا إخوتا من حضرموت وغالب * وشیبان لقیتم حسابا میسرا سعدتم فلم اسمع بأصوب منكم * حجاجا لدى الموت الجلیل وأصبرا سأبكیكم ما لاح نجم وغرد ال‍ * حمام ببطن الوادیین وقرقرا فقلت ولم أظلم أغوث بن طیئ * متى كنت أخشى بینكم أن أسیرا هبلتم ألا قاتلتم عن أخیكم * وقد ذب حتى مال ثم تجورا ففرجتم عنى فغودرت مسلما * كأنى غریب فی إیاد وأعصرا فمن لكم مثلى لدى كل غارة * ومن لكم مثلى إذا البأس أصحرا ومن لكم مثلى إذا الحرب قلصت * وأوضع فیها المستمیت وشمرا فها أناذا دارى بأجبال طئ * طریدا ولو شاء الاله لغیرا نفانی عدوى ظالما عن مهاجری * رضیت بما شاء الاله وقدرا وأسلمنى قومی لغیر جنایة * كأن لم یكونوا لى قبیلا ومعشرا فإن ألف فی دار بأجبال طئ * وكان معانا من عصیر ومحضرا فما كنت أخشى أن أرى متغربا * لحا الله من لاحى علیه وكثرا لحا الله قتل الحضرمیین وائلا * ولاقى الفناء من السنان الموفرا ولاقى الردى القوم الذین تحزبوا * علینا وقالوا قول زور ومنكرا فلا یدعنى قوم لغوث بن طئ * لان دهرهم أشقى بهم وتغیرا فلم أغزهم فی المعلمین ولم أثر * علیهم عجاجا بالكویفة أكدرا فبلغ خلیلی إن رحلت مشرقا * جدیلة والحیین معنا وبحترا ونبهان والافناء من جذم طئ * ألم أك فیكم ذا الغناء العشتررا ألم تذكروا یوم العذیب ألیتى * أمامكم ألا أرى الدهر مدبرا وكرى على مهران والجمع حاسر * وقتلى الهمام المستمیت المسورا ویوم جلولاء الوقیعة لم ألم * ویوم نهاوند الفتوح وتسترا وتنسوننی یوم الشریعة والقنا * بصفین فی أكتافهم قد تكسرا جزى ربه عنى عدى بن حاتم * برفضى وخذلانی جزاء موفرا أتنسى بلائى سادرا یا ابن حاتم * عشیة ما أغنت عدیك حذمرا فدافعت عنك القوم حتى تخاذلوا * وكنت أنا الخصم الالد العذورا فولوا وما قاموا مقامی كأنما * رأونی لیثا بالاباءة مخدرا نصرتكم إذخام القریب وأبعط ال‍ * بعید وقد أفردت نصرا مؤزرا فكان جزائی أن اجرد بینكم * سجینا وأن أولى الهوان وأوسرا وكم عدة لى منك أنك راجعی * فلم تغن بالمیعاد عنى حبترا فأصبحت أرعى النیب طورا وتارة * أهرهر ان راعى الشویهات هرهرا كأنى لم أركب جوادا لغارة * ولم أترك القرن الكمى مقطرا ولم أعترض بالسیف خیلا مغیرة * إذا النكس مشى القهقرى ثم جرجرا ولم أستحث الركض فی إثر عصبة * میممة علیا سجاس وأبهرا ولم أذعر الایلام منى بغارة * كورد القطا ثم انحدرت مظفرا ولم أر فی خیل تطاعن بالقنا * بقزوین أو شروین أو أغز كندرا فذلك دهر زال عنى حمیده * وأصبح لى معروفه قد تنكرا فلا یبعدن قومی وإن كنت غائبا * وكنت المضاع فیهم والمكفرا ولا خیر فی الدنیا ولا العیش بعدهم * وإن كنت عنهم نائى الدار محصرا فمات بالجبلین قبل موت زیاد وقال عبیدة الكندى ثم البدى وهو یعیر محمد ابن الاشعث بخذلانه حجرا أسلمت عمك لم تقاتل دونه * فرقا ولولا أنت كان منیعا وقتلت وافد آل بیت محمد * وسلبت أسیافا له ودروعا لو كنت من أسد عرفت كرامتی * ورأیت لى بیت الحباب شفیعا.

پی‌نوشت‌ها:

[۱] نک: بلاذری، انساب الأشراف، القسم الرابع، الجزء الأول، بنو عبد شمس، به کوشش احسان عباس، ویسبادن/بیروت، ۱۴۰۰ق/۱۹۷۹م، ص ۲۴۲ تا ۲۷۱
[۲] نک: ابو العرب، المحن، ص ۱۳۰-۱۳۲
[۳] نک: بخش حجر همراه بخش مربوط به سید الشهداء مستقلا وسیله سهیل زکار منتشر شده است: دمشق، ۱۴۱۰ق، بخش ابو معشر در: ص ۱۴۵ و ۱۴۶؛ ۱۵۳ و ۱۵۴

منبع مقاله :
http://ansari.kateban.com/



 

 



ارسال نظر
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.